السبت، 19 يناير 2013

الحلقة الأولى :خروج الفرنسيين من مصر حتي ما قبل حكم محمد علي باشا




- يبدأ القرن التاسع بخروج الفرنسيين من مصر في سبتمبر عام 1801 بقيادة الجنرال جاك مينو الذي خلف الجنرال كليبر الذي قتل على يد سليمان الحلبي، بعد. وقد تم ذلك الخروج بعد توقيع الجنرال مينو على اتفاق الاستسلام مع الانجليز والعثمانيين بعد حصاره في الاسكندرية من الانجليز وزحف الجيش العثماني على القاهرة، وبموجبه خرج الفرنسيين بكامل معداتهم وعدتهم على متن السفن الانجليزية التي حملتهم الى بلادهم.
- دخل الجيشين العثماني والانجليزي القاهرة ومعهما أمراء المماليك إبراهيم بك ومحمد بك الألفي وعثمان بك البرديسي، وسيطروا عليها وعين السلطان العثماني محمد خسرو باشا واليا على مصر عام 1801. وبذلك أصبح بمصر ثلاث قوى تحاول السيطرة عليها وهي العثمانيين والمماليك وحلفائهم الانجليز.
- خطط العثمانيين للقضاء على المماليك حتى ينفردوا بحكم مصر، وكان من ضمن الخطة ان يقوموا بالوقيعة بينهم، وتنفيذا لذلك قرر خسرو باشا تعيين أقوى أمراء المماليك وهو محمد بك الألفي واليا على الصعيد حتى ينقلب عليه باقي الأمراء وبالفعل فور تولى الألفي مسئولية الصعيد بدأت المناوشات بينه وبين باقي أمراء المماليك الطامعين في منصبه، وحدثت اضطرابات في الصعيد. واستكمالا لخطة الخلاص من المماليك تمكن خسرو باشا من قتل عدد من زعماء وامراء المماليك في القاهرة والاسكندرية، ولكن اثارت هذه الاغتيالات غضبة الانجليز وتصدوا لخسرو ووقفوا مع حلفائهم المماليك وقرروا تأجيل رحيلهم عن مصر واتفقوا مع المماليك على محاربة العثمانيين، وبدأ المماليك يتجمعون في الصعيد استعدادا لذلك، ولكن حدث تغير في الأحداث الدولية بتصالح السلطان العثماني مع الفرنسيين فخشيت إنجلترا ان يؤدي تحالفها مع المماليك لتوتر علاقتها مع السلطان وان يقف بجانب فرنسا ونابليون في حروبهم باوروبا فقررت سحب قواتها من مصر في 1803، وتركت المماليك ليواجهوا العثمانيين وحدهم، وخرج محمد بك الألفي مع الأنجليز إلى لندن بهدف إقناع الحكومة البريطانية بإرسال حملة لدعم المماليك في حكم مصر، ونجح المماليك في السيطرة على مدينة المنيا وأصبحت الملاحة في نهر النيل تحت سيطرتهم.
- طلب خسرو باشا من الحامية الألبانية بالجيش العثماني بمصر التي تضم الجنود الألبان (وهي المنطقة التي كان يطلق عليها الأتراك ألبانيا وهي منطقة البلقان حاليا باوروبا والتي تضم اليونان والصرب وكرواتيا والبانيا الحالية ومقدونيا والبوسنة والجبل الأسود)، وكلف قائدهم طاهر باشا بالذهاب للصعيد ومحاربة المماليك، ولكن نائب طاهر باشا وهو محمد علي ابراهيم اغا (محمد علي باشا فيما بعد) أوعز له بأن هدف خسرو باشا هو التخلص منهم ونصحة بان يطلب من خسرو باشا دفع المرتبات والمستحقات المتأخرة للجنود الألبان قبل الذهاب للصعيد، ولكن خسرو باشا رفض دفع المستحقات قبل الذهاب للصعيد والقضاء على المماليك، وتمرد الجنود الألبان على خسرو باشا الذي هرب منهم إلى دمياط ولكنهم قبضوا عليه وعزلوه من منصبه عام 1803 وسجنوه في سجن القلعة وأعلنوا توليه طاهر باشا خلفا له، وأصبح محمد علي مكان طاهر باشا في قيادة الحامية الألبانية.
- تولى طاهر باشا ولاية مصر عام 1803 ولكن باقي فرق الجيش العثماني وخاصة الانكشارية (القوات الخاصة) رفضوا هذا التعيين واتهموا طاهر باشا بمحاباة الجند الألبان وطلبوا دفع مرتباتهم المتاخرة وعجز طاهر باشا عن تدبيرها فقتلوه بعد حوالي 20 يوما من توليه. فقرر السلطان تعيين أحمد باشا والي المدينة المنورة واليا على مصر، ولكن محمد علي قرر التحالف مع المماليك لمنع تولي أحمد باشا ولاية مصر وبالفعل تمكن المماليك من عزله بعد يوم واحد من توليه الحكم، فأرسل السلطان علي باشا الجزايرلي ليكون واليا على مصر في يناير 1804 ولكن قتله المماليك قبل وصوله للقلعة، وقرر المماليك ان ينفردوا بحكم مصر وتولي عثمان بك البرديسي الحكم منفردا.
- فرض عثمان بك ضرائب باهظة على المصريين رغم الاحوال الاقتصادية المتردية ونقص المحاصيل نتيجة نقص فيضان النيل، فثار المصريين ضد البرديسي والمماليك في مارس 1804، فأعلن محمد علي وقوفه مع الشعب المصري ضد المماليك وحارب المماليك بقواته إلى أن تمكن من أخراجهم من القاهرة تماما هم وقائدهم البرديسي.
- فاز محمد علي بحب المصريين واحترامهم بعد وقوفه إلى جانبهم وتوطدت علاقاته بزعماء الشعب كالسيد عمر مكرم والشيخ السادات، وأكد لهم أنه غير طامع في الحكم وانه لا يريد إلا مساعدتهم ضد الظلم الذي يتعرضون له وأقترح عليهم إخراج خسرو باشا من السجن وتوليته الحكم إلا أن زعماء الشعب رفضوا خسرو، فأقترح عليهم تولية أحمد خورشيد باشا حاكم الاسكندرية وبالفعل وافق الزعماء على هذا الاقتراح كما وافق السلطان على ذلك واكتسب محمد علي أحترام الجميع من زعماء الشعب والشعب والسلطان ايضا.
- عين خورشيد باشا واليا على مصر في 1804.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق